جهود كبيرة تبذلها الجزائر في أحداث التوافق الفلسطيني

تابعنا على:   19:06 2022-07-06

عمران الخطيب

أمد/ دعوة الرئيس عبد المجيد تبون الرئيس أبو مازن للمرة الثانية لزيارة الجزائر، تهدف بالدرجة الأولى إلى تحقيق التوافق الوطني الفلسطينية إضافة الروابط التاريخية بين الثورة الجزائرية والثورة الفلسطينية وبشكل خاص حركة فتح وقيادتها التاريخية ، لقد شكلت الزيارة الأولى للرئيس ابو مازن وبدعوة رسمية من أخيه الرئيس عبد المجيد تبون وتقديم الدعم المالي للسلطة الفلسطينية، والدعم السياسي للجزائر الثابت إتجاه القضية الفلسطينية يشكل إضافة نوعية للرصيد الكبير الذي تحظى الجزائر ممثلة في الرئيس عبد المجيد تبون وكل رؤساء الجزائر ودورهم التاريخي في دعم واستضافة الثورة الفلسطينية ودورات إنعقاد المجلس الوطني الفلسطيني ،

حيث كانت البداية مع حركة فتح وافتتاح مكتب قبل سنوات من انطلاقة حركة فتح عام 1965، حيث تم اقامت أول مكتب لحركة فتح بداية عام1963 وتولى المسؤولية الشهيد القائد خليل الوزير أبو جهاد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، والذي تحول فيما بعد الى مكتب منظمة التحرير الفلسطينية.

ولكل هذا التاريخ المشترك بين الثورة الجزائرية والثورة الفلسطينية والتي كان يصفها الرئيس الراحل هواري بومدين علاقات ثورة بثورة وكان يردد مقوله مشهورة "نحن مع فلسطين ظالماً أو مظلوماً"، بعد زيارة الرئيس أبو مازن مطلع العام الجاري وجهة الجزائر دعوة وتحديد موعد لكل فصيل من الفصائل الفلسطينية، واللقاء الثنائي مع الجهات المعنية في دولة الجزائرية وبعد تلك الجولة يبدو واضح أن هناك انسداد في عملية التوافق بين الجانبين، وبشكل خاص حركتي فتح وحماس، لذلك كان من المفترض دعوة جميع الفصائل الفلسطينية والشخصيات المستقلة للحوار شامل ينتهي في إعلان التوافق الوطني الفلسطيني ولكن ذلك لم يحدث، وفي الإعتقاد بأن فشل الدور الأمريكي في إيجاد مخرج للقضية الفلسطينية مع وجود كيان صهيوني عنصري لا يؤمن في التسوية وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني من خلال اقامة الدول الفلسطينية المستقلة وفقاً للقرارات مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة، وحل الدولتين، تفرض على الجانبين فتح وحماس في الوصول إلى التوافق الوطني ووحدة الصف الفلسطيني للمواجهة التحديات الإسرائيلية والأمريكية المشتركة والتي تتمثل بصفقة القرن والتي تعني تصفية القضية الفلسطينية، وليس أمام الفصائل الفلسطينية غير البحث عن القواسم المشتركة في الوقت الحاضر، وخاصة أن لا أحد يعول على زيارة جو بايدن إلى "إسرائيل"
واللقاء الثنائي مع الرئيس أبو مازن في بيت لحم، مخرجات الزيارة مزيد من الدعم للكيان الصهيوني من قبل الإدارة الأمريكية ولا يوجد فرق بين إدارة ترامب وفريقه وبين جو بايدن وفريقه في دعم سلطات الاحتلال الإسرائيلي، حيث أكد الرئيس الأمريكي أن دعم "إسرائيل" هو الهدف الراسخ لزيارتها؛ لذلك الجانب الفلسطيني عليه العمل ومختلف والمكونات الفلسطينية بما في ذلك حماس والجهاد الإسلامي لمواجهة مختلف التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية، وهذا يتتطلب تحقيق الحد الأدنى من التوافق الفلسطيني، وفي اعتقادي أن ذلك ممكن ولكن ذلك يحتاج بدرحة الأولى إلى التوافق داخل حركة حماس، حيث تعاني من خلافات أصبحت مرئية وواضحة للجميع، حيث غادرت 70% من قياداتها قطاع غزة إلى قطر وبيروت وتركيا وماليزيا، وتبحث عن حماس من خلال الوسطاء عن موطئ قدم في سوريا مرة أخرى وفي الإعتقاد لن تنجح

لذلك الخلاف والاختلاف محتدم داخل حماس وسؤال المطروح من يملك القرار لدى حماس في إنهاء الانقسام الفلسطيني وهو المقدمة والبداية لتحقيق التوافق الوطني
لا يمكن الإبقاء على سيطرة حماس على قطاع غزة ويتم الحديث عن المصالحة الفلسطينية، قطاع غزة تحت سيطرة مسؤول حماس يحي السنوار أبو إبراهيم وهو يعتبر نفسه القائد الفعلي لحركة حماس بعد خروح قيادات حماس إلى تركيا للاستثمار وتجارة وشراء العقارات، حيث كان إسماعيل هنية وأبنائه عنوان التجارة والاستثمار في تجارة وأسواق البورصة والأسهم في تركيا
ولقد غادرات جزء كبير من قيادات حماس تركيا بعد تحسن العلاقات بين تركيا و"إسرائيل"، ووفقا للمعلومات بأن قطر لا تتحمل هذا الكم من قيادات وكوادر وأعضاء حماس في الدوحة؛ لذلك إنتقل أعداد كبيرة منهم إلى بيروت وفي إنتظار أن تفتح لهم أبواب دمشق مرة أخرى وفي الإعتقاد ليس من السهولة تحقيق ذلك بعد توريط حماس نفسها بدم السوري بعد المشاركة الفعلية الى جانب العصابات الإرهابية المسلحة في القتال من أجل إسقاط النظام السوري لكل تلك الأسباب الجوهرية المتراكمة، حماس أصبحت بالرأس بعد تصاعد الخلافات الداخلية التي تعصف في داخل حماس؛ لذلك أي إتفاق بين سلطة الفلسطينية بدون موافقة زعيم حماس في قطاع غزة يحي السنوار أبو إبراهيم لن يكتب له النجاح والخطوة، لذلك الجهود المبذولة من الرئيس عبد المجيد تبون يجب أن تتكلل في النجاح إضافة الجهود التي تبذلها مصر منذ سنوات طويلة في إنهاء الانقسام الفلسطيني، بكل تأكيد مصر والجزائر معنيون في تحقيق التوافق الوطني الفلسطيني وهذا يتتطلب في درجة الأولى إعلان حماس بشكل مباشر في إنهاء سيطرتها على قطاع غزة وعودة الشرعية الفلسطينية وحدة شطري الوطن.
 

اخر الأخبار