رحل الذين نحبهم
تاريخ النشر : 2025-08-23 15:47

رحل الذين نحبهم، حيث تلتقى الأرض بالدماء لتصبح أنهارا وتعجز الكلمات عن الوصف لآلام غير قابلة للتداوى، فى حكاية وجع تتكرر فى كل بيت فلسطيني والمجرم دائما هو جندي حاقد محتل لأرض فلسطين، رحلت الطفلة الفلسطينية الجميل فاطمة أبو دقة استشهدتو ماتت مع جدتها أم عمر أبودقة ، هناك أطفال لا يزالون يحتفظون بالأمل رغم كل شيء، قبل استشهادها وموتها طلبت طلباً غريباً ألا وهو أن يضعوا فيديو لها مع أنشودة "رحل الذين نحبهم" وبالفعل تم وضع الفيديو تنفيذاً لوصية الشهيدة الطفلة  فاطمة ابو دقة، ذلك اقسى انواع الوجع حين يشعر الطفل الصغير فى قطاع غزة بفلسطين بأنه سيموت بتلك الحرب العينه يعلم بأن جميع حقوقه قد سلبها منه الإحتلال الإسرائيلي وان طفولته سلبت باكرا ولم يعد من الطفولة سوى إسمها لقد كبرت الأطفال فى غزة عشرات السنين وهم مازالوا فى المهد صغاراً ولكن العذاب والخوف والرعب والقتل والدمار والجوع والمرض يلاحقهم فى كل مكان، أطفال غزة الذين نجا بعضهم من تلك الغارات الجوية الإسرائيلية وقصف المدفعية  الهمجية التى دمرت حياتهم إلى الأبد، وحولتهم من أطفال يلعبون تحت الشمس إلى شهداء وأيتام يعيشون الألم والفقد في صمت داخل المقابر للأبد وإن كان بعضهم أحياء فلم يعد للطفولة معنى بعد أن سلبها منهم الإحتلال وقتل فيهم كل شيء جميل .

فأدركت الطفلة فاطمة أبو دقة ذلك جيداً وسجلت للعالم فيديو لا تطالبهم فيه بشيء ليقينها التام بعجزهم وخذلانهم وربما مشاركتهم في عملياتها ومعاناتها، لقد أدركت ذلك جيداً حين فقدت بيتها وألعابها وطفولتها وجميع حقوقها، أدركت ذلك جيداً فلم تطلق نداء استغاثة أو تستجدي عطفهم بل قالت فى رسالتها عند موتي شغلوا ذلك النشيد وتلك الكلمات التى تقول " رحل الذين نحبهم" وهي رساله وداع تركتها لأهلها ولمن تحبهم ولأطفال فلسطين والعالم، لقد أصبحت رسائل الأطفال فى قطاع غزة هى رسائل وداع للأهل والأحبه ولم تعد تستغيث بأحد لأن الجميع خذل طفولتهم، نعم لقد رحل الذين نحبهم، سلاما لروحك يا فاطمة أيتها الطفلة الفلسطينية لعل كلماتك تحرك ضمائر العالم ويزول الخذلان ويعيش أطفال غزة بفلسطين فى سلام وأمن وأمان، فاليوم نقول رحل الذين نحبهم وغدا سنقول رحل الأعداء عن بلادي لتنعم روحك بالمحبة والسلام .