يوم المرأة الفلسطينية
تاريخ النشر : 2025-10-28 16:19

يوم المرأة الفلسطينية

كل نساء العالم لهن يوم،

إلا أمي...

لها كل الأيام، وكل العمر، وكل هذه السنين.

 

المرأة الفلسطينية هي أمي،

هي أمنا جميعًا.

 

لا شيء في العالم يشبه أمهاتنا،

قد توجد نسخ قريبة، تقليد، أو شبه،

لكن أمهاتنا من طينٍ مختلف،

من معدنٍ مصقول كالألماس،

يضيئن كالنجوم، ولا يضاهيهن القمر في بدره.

 

أمهاتنا كسنّ الرمح، تصيب ولا تنكسر.

شامخات كشموخ النخيل في دير البلح،

جميلات، عاقلات، صابرات، ماهرات...

كل واحدة منهن مدرسة،

خرّجت أجيالًا من الرجال والنساء،

من بين العتمة والبرد والفقر والخيمة،

أنارت الدنيا بأطباء ومهندسين وعلماء،

كانوا أغلى من الذهب في زمن المعادن الاصطناعية.

 

من النادر أن تجد أمًّا تدفع ابنها إلى الشهادة وتزغرد له،

أو تصبر على اعتقاله وتشدّ من أزره.

ومن النادر أن تجد أميّة تُخرّج علماء،

أو فقيرة تربي على الغنى بالكرامة والعلم.

 

حدّثني خالي عن أول بعثة تعليمية ذهبت إلى الكويت سنة 1927،

كانوا أوفياء لا يمنّون ولا يخونون،

لأنهم رضعوا حليبًا صافيًا من صدورٍ طاهرة.

 

المرأة الفلسطينية أمي...

ماذا أذكر من خصالها؟

كانت ماهرة في كل شيء:

في الطبخ والعجن والتطريز والخبز،

في الأناقة وإنجاب الأولاد ومحبة الزوج،

خبيرة في معالجة الفقر،

وطبيبة في علاج الأبناء،

وشيخة في إدارة البيت واستقبال الضيوف،

ومعلمة دين وعربي،

ووزيرة مالية تُوازن بذكاء،

ووزيرة داخلية تستخدم القوة الناعمة...

وإذا اقتضى الأمر، الشبشب والعضّ والحمّام كغرفة تحقيق!

 

من اللاشيء كانت تصنع كل شيء.

 

كانت تخفي دموعها وضعفها وحبها

لنكون أقوياء،

لأن الأبناء لا يضعفون إلا أمام دموع أمهاتهم.

 

كلما رأيت أمهات غزة في حرب الإبادة، أتذكر أمي.

يا لهذه الأم،

من أين لها بكل هذه القوة؟

صبايا في عمر الورد يحملن أعباء الجبال،

وأمهات وحيدات في العراء،

أزواجهن شهداء أو معتقلون،

لكنهن ثابتات كالصخر،

مضيئات كالفجر في ليل الحصار.

 

صمود المرأة الفلسطينية وبسالتها

يجعلان يومًا واحدًا لا يكفيها،

فكل يومٍ مرّ عليها هو يومُ احتفال.

 

وهل يُوفّى حقُّ الأم؟

كيف يُوفّى حقها؟

 

أقبّل وجنتيها ورأسها ويديها،

وأنحني تحت قدميها.

 

أمي... أيتها الفلسطينية الثائرة،

السلام عليكِ،

وعلى أمهاتنا جميعًا،

ورحمة الله وبركاته.