حتى لا تذهب التضحيات.. ضحِية دوّامة إحياء عملية السلام

تابعنا على:   12:23 2021-05-20

محمد خروب

أمد/ سيضطر مجرمو الحرب الفاشيون في كيان العدو, إلى ايقاف آلة القتل وحرب الإبادة التي باشروها ضد قطاع غزة...مقاومة ومدنيين وبنى تحتية, (إضافة لعملية التهجير في الشيخ جراح واستباحة الحرم القدسي وتدنيس المسجد الأقصى)..بعد أن لم يعد بمقدور واشنطن/بايدن مواصلة تغطية جريمة الحرب الموصوفة, ومنح ثلة الأشرار من جنرالات جيش القتل رخصة مفتوحة لذبح المزيد من الأطفال والنساء وتدمير الأبراج وكل سبل الحياة في «أكبر سجن على الأرض", كما وصف قطاع غزة المؤرخ/الأكاديمي ايلان بابيه.

ستكتشف شعوب العالم حجم الدمار الذي الحقه العدو بقطاع غزَّة, بعد انقشاع غبار المعارك. خصوصاً الدور القذر الذي لعبه قادة دول الغرب الاستعماري, الذين واظبوا القول بنفاق عن «حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها». لكن ذلك كلّه يجب أن لا يحجِب او يُسدِل الستار على محاولات حثيثة ومكشوفة, لحصر ما جرى في إطار «إنساني» يأخذ طابع المساعدات وإعادة الإعمار, على أهميتهما وضرورة الإسراع بهما.

ما يعني اليقظة ومنح الأولوية للجانب السياسي, بأبعاده المختلفة ذات الصلة بما أفرزته وقائع الايام المقدسية و"الثورة» التي اشعلها الشعب الفلسطيني على أرض فلسطين التاريخية. وما راكمته من معطيات وحقائق لم يعد ممكناً الالتفاف عليها أو إخضاعها للعبة صراع الفصائل الفلسطينية, وارتهانها «للقواعد» التي أرستها سنوات الانقسام, خاصة ما بلّورته حرب الابادة التي شنها الصهاينة على القطاع, وتركيز الإعلام الغربي وبعض العربي على أن «المواجهة» كانت بين دولة العدو وحركة حماس/الجهاد (المُمولتان إيرانياً على ما دأبت وسائل الإعلام الغربية ومعظم العربية, الترويج له كل نشرة أخبار أو تحليل سياسي مدفوع الأجر).

صحيح أن عواصم غربية/عربية ترى في السلطة الفسلطينية «العنوان» الوحيد للتواصل والحَثّ لوقف النار، مع إدراكها إنعدام قدرتها وتأثيرها في قرار كهذا. الامر الذي يستبطن رغبة هؤلاء في منح السلطة «المنصة الوحيدة» للإنخراط في أي جهد سياسي/دبلوماسي لاحق, يروم – إذا ما أرادت واشنطن ورغبت –تحريك أو «إحياء» عملية السلام, رغم إعلانها المبكر إنها لن تمنح «الصراع» الفسلطيني/الإسرائيلي أولوية على أجندتها المزدحمة. لكن أحداث القدس وارتداداتها اضطرتها إلى ذلك، ما يفرض على السلطة الفلسطينية الأخذ في الاعتبار, ان ما بعد المواجهة الأخيرة مُتعدّدة الوسائل/الساحات/المقاربات مع العدو التي اعادت مكانة موضوعات/ملفات ظن كثيرون أن النسيان والتطبيع أحالهاللإستيداع بانتظار إهالة التراب عليها...ليس كما قبلها. وأن الأولوية الفلسطينية العاجلة يجب ان تكون لاستعادة حد معقول من التنسيق والحوار مع حركتي حماس والجهاد, وباقي الفصائل التي انحازت لهما لاحقاً. خاصة لجهة تفعيل دور منظمة التحرير كممثل شرعي/وحيد للشعب الفلسطيني. ما يضع حداً لتفرد السلطة في القرار (كون السلطة عملياً وواقعياً بل وفق أوسلو ذاته, رديفاً للمنظمة وليس بديلاً عنها أو قائداً لها).

دهاليز عملية السلام ومساراتها المُتضاربة التي شقها المبعوثون الأميركيون, الذين احتكروا توجيهها وفق المصالح الصهيونية وبالضد من المصالح الفلسطينية...معروفة للجميع, ولا داعي لإعادة تجريب المُجرّب, والعودة لفتح ملفات تقادمت, وضعها الشعب الفلسطيني على أرض فلسطين التاريخية جانباً. ما يعني إعادة ترتيب البيت الفلسطيني, ووضع جدول أعمال جديد يلحظ المُستجّدات, ولا يفتح لأصحاب نظرية الحياة مفاوضات والتنسيق الامني. ثغرة..لإعادة الأمور الى سابق عهدها, ويترك للعدو الصهيوني وأنصاره المُتربّصين من مطبعين/ومتصهينين فرصة اخرى, لِبث سمومهم والمتاجَرة بدماء أطفال غزَّة وعذابات سكانها.

عن الرأي الأردنية

اخر الأخبار