أمد/ بوخارست: قالت وزارة الدفاع الرومانية يوم الأربعاء، إن الولايات المتحدة أبلغت حلفاءها بأنها قررت تقليص وجودها العسكري على الجناح الشرقي لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، فيما قال مسؤول بالحلف إن تعديل تموضع القوات الأميركية "ليست أمراً غير معتاد"

 في خطوة قالت وزارة الدفاع الرومانية إنها كانت متوقعة، مؤكدة أن نحو ألف جندي أميركي سيواصلون تمركزهم في البلاد رغم الخفض المرتقب. وأوضحت بوخارست في بيان أن القرار الأميركي يشمل وقف تناوب بعض الوحدات المنتشرة في قواعد أوروبا الشرقية، بما في ذلك القوات المتمركزة في القاعدة العسكرية الرومانية "ميخائيل كوجالنيسانو" المطلة على البحر الأسود.

وقال مسؤول في حلف الناتو إن واشنطن أبلغت الحلفاء مسبقاً بقرارها، مشدداً على أن "تعديل تموضع القوات الأميركية أمر اعتيادي" ولا يعكس أي تراجع في الالتزام الأميركي بأمن القارة الأوروبية. وأضاف أن مستوى القوات الأميركية المتبقية في أوروبا سيبقى أعلى مما كان عليه قبل سنوات، مؤكداً أن التنسيق بين واشنطن والحلف بشأن التموضع العسكري مستمر بشكل وثيق.

ويبلغ عدد القوات الأميركية المنتشرة في أوروبا نحو 80 ألف جندي، تم إرسال نحو 20 ألفاً منهم إلى دول أوروبا الشرقية في عام 2022، عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، بأمر من الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، بهدف تعزيز دفاعات دول الجناح الشرقي مثل بولندا ورومانيا ودول البلطيق.

وكانت تقارير أميركية وأوروبية قد كشفت في وقت سابق من هذا العام أن واشنطن تدرس مقترحاً لسحب ما يصل إلى 10 آلاف جندي من أوروبا الشرقية، في إطار إعادة توزيع الموارد العسكرية الأميركية نحو أولويات أخرى، من بينها مواجهة النفوذ الصيني في المحيطين الهندي والهادئ.

وتعكس الخطوة الأميركية توجه إدارة الرئيس دونالد ترامب نحو مطالبة الدول الأوروبية بتحمل مسؤولية أكبر عن أمنها الإقليمي وزيادة الإنفاق الدفاعي داخل منظومة الحلف، بينما حذرت بعض العواصم الأوروبية من أن أي تقليص في الوجود الأميركي قد يُفسر من جانب موسكو على أنه إشارة ضعف، ما قد يشجع روسيا على توسيع نفوذها في المنطقة.