شعوبنا بين شعارات الأنظمة الإستعمارية والأنظمة الوكيلة

تابعنا على:   16:18 2025-10-28

د. محمد الموسوي

أمد/ نظام الشاه ونظام الملالي.. نظامين وكيلين تابعا مصالح القوى الإستعمارية بإخلاص ولم تسمهما هذه القوى بسوء حتى كان للشعب القول الفصل وسيكون..

حدثٌ وتعليق

   النقد يبدأ بمراجعة الذات ومحاسبتها.. فعندما ينتقد المرء الآخرين يجب ألا يكون ممن تعددت خطاياهم، وإن كان فليعترف ويعدل عن خطاياه ثم يوجه النقد للغير.. وهذا هو حالنا كمناضلين حافظوا على خصوصية الكلمة أمضينا العمر نقداً في أنظمتنا والأنظمة المحيطة بنا التي أهلكت شعوبها وأهلكتنا؛ لم نجد في واقع أمرنا فارقاً بين الإستعمار الفعلي والقوى الوكيلة الحاكمة لصالح القوى الإستعمارية التي تحمي وجودهم على سدة السلطة في مقابل ما يقدمونه من خدمات لتلك القوى.. وفي ظل وجود هذه السلطات الوكيلة لا يمكن أن تستمر سلطاتهم وفق قيمٍ ديمقراطية لأن ذلك سيكون نهاية حكمهم.. وعليه فإن القوى الإستعمارية التي تنادي بالديمقراطية تحرمها في سياسات هذه الأنظمة الوكيلة الموجهة، ومن هنا تكون السياسات الاستبدادية والقمعية المتنامية هي وسيلة إدارة السلطة.

أخلص شاه إيران المخلوع ومن بعد خلفائه الملالي في ولائهم للاستعمار وتنفيذ مخططاته في إيران والمنطقة حتى أسمو الشاه بـ "شرطي المنطقة" أما الملالي الذين جيء بهم ليس ليحلوا محل الشاه فحسب بل ليواجهوا الأنظمة القومية العربية وكذلك ليكونوا سكينا في خاصرة الاتحاد السوفياتي.. وكانت حرب الملالي على العراق في ثمانينيات القرن الماضي خير دليل على ذلك.. كذلك إسهامهم في هدم الدولة العراقية ومؤسساتها ومجتمعها بعد احتلال سنة 2003، وما أقامه الملالي نظام ولاية الفقيه من قمع واستبداد وفساد وإفساد داخل إيران وجهوه نحو العراق بعد أن استلموه سلطات الاحتلال على طبق من ذهب.. واليوم ملالي طهران شركاء في أموال العراق ومشاريعه ويحكمون توجهاته وخطاه السياسية.

الشعب الإيراني في ظل حكم الشاه وخلفائه الملالي

ما يعانيه الشعب الإيراني ليس وليد اليوم وإنما هو امتداد كُلي لما كان في عهد الشاه وقد كان ملالي اليوم كوالين مطيعين له حتى أنهم كانوا يسمونه "ولي النعم" لكن لا بأس إن أصبحت هذه النعم بكاملها في مقابل الولاء والطاعة للغرب ورغباته.. الدكتاتورية والاضطهاد والعنصرية والقمع والقتل والإعدامات والفقر والجوع والادعاء والنبرة الاستعلائية العدوانية مع الجوار كلها سمات مشتركة بين الحقبتين "الشاهنشاهية.. والملالي"؛ الحقبة الأولى اقتلعها الشعب من جذورها لكن الحقبة الحالية جاءت أشد قبحاً وبطشاً وتنكيلا رغم أنها تدعي تمثيل الخلافة والمشيئة الإلهية.. والمثير في الأمر أن هؤلاء الذين يدعون الحكم بشرع الله ويمتلكون مُلكاً كبيراً وخزائن عامرة يعيش الغالبية العظمى من شعبهم تحت خط الفقر بعد أن قضوا على الطبقة الوسطى تماماً ودفعوا فئة كبيرة من النساء للعمل والارتزاق خارج سياق الكرامة والعفاف.. وكذلك أوصلوا دولة نفطية كالعراق إلى هذا الحال.. وتأتي وزارة صحة جمهورية الملالي لتعترف اعترافاً منقوصاً وتقول أن 35% من الوفيات "مرتبطة بالتغذية" في جملة مزركشة مبطنة كاذبة محتالة؛ أي مرتبطة بالجوع.. فسوء التغذية الذي يؤدي إلى موت 35% من تعداد الوفيات بالدولة هو مؤشر مجاعة إن لم يكن مجاعة.. مجاعة، و35% من الوفيات بسبب المجاعة معنى أن المهددون بالقتل في إيران ليسوا السجناء السياسيين والثوار وحدهم بل كل الفقراء ماعدا الخط الأول منهم حيث ينقسم الفقراء في إيران والعراق إلى فئتين " فقراء ومعدمين".. من لم يمت بالحروب وتحت مقاصل القتل الحكومي سينتهي به الأمر أن موت جوعاً..

تلك هي الأنظمة الوكيلة وتلك هي سياساتها والسكوت عنها يعني القبول بالذل والموت المُهين.. والسكوت عنها يُوصل ابن الشاه المخلوع إلى أن يتجرأ على طلب الوصول إلى السلطة، ويوصل نظام الولي الفقيه ممثل الخلافة الإلهية كما يدعي إلى يبيح سفك الدماء من أجل الحفاظ على السلطة حتى وإن ضحوا بشعب إيران والعراق وغزة وسوريا ولبنان واليمن وكل المنطقة العربية.. ولن يعود هؤلاء الملالي عن غيهم ولن يردعهم سوى دعم ثورة تسحلهم بالشوارع وتُنهي أزمة الشعب الإيراني وشعوب المنطقة.. إدعموا نضال الشعب الإيراني وحراكه من أجل الحرية والديمقراطية..

 

اخر الأخبار