ملالي إيران وتستر النظام العالمي.. واليوم العالمي لمناهضة الإعدام..
د. محمد الموسوي
أمد/ ملالي إيران أمِنَوا العقاب فأساءوا الأدب
أكتب تعليقاً على مجازر القتل الحكومي تحت مسمى الإعدام تلك القائمة في إيران؛ أحيى أحرار العالم في حينها اليوم العالمي لمناهضة الإعدام.. بينما يُحيي الشعب الإيراني هذه بمزيد من الآلام على ذويهم الذين تم قتلهم تحت مسمى الإعدام، وشتان بين نهج القتل الحكومي وأحكام الإعدام التي تستند إلى محاكمات تلتزم بأصول وقيم القضاء العادلة، وفي إيران لا يستند نظام حكم الملالي على المحاكمات القضائية العادلة بل أهواء السلطة خاصة فيما يتعلق بالمعارضين لهذا النظام من خصوم الرأي الذين يتعرضون إلى أشد العقوبات وإلى أقسى أنواع التعذيب والتنكيل.. ويتم تنفيذ عقوبة الإعدام بحق المزيد منهم خاصة المنتمين لمنظمة مجاهدي خلق التي يرى فيها ملالي إيران تهديدا لعرشهم.
يتصدر نظام الملالي الحاكم في إيران جميع أنظمة الحكم في العالم بتنفيذ أعلى معدلات الإعدام التعسفي، وليس غريبا في الأمر أن يدعي هذا النظام بأنه نظام حكم إسلامي أي أن كافة أحكامه وإجراءاته التنفيذية تستند إلى شرع الدين الإسلامي فقد تكشفت عنه أقنعة الادعاء منذ أربعة عقود ونصف من خلال سلوكياته وممارساته ومن خلال فضح مجاهدي خلق لنواياهم وأطماعهم في بداية عهدهم، وفي مواجهة بين خميني مؤسس نظام ولاية الفقيه وبين المناضل الكبير مسعود رجوي وبعد عروض مغرية من قبل خميني رفض مسعود رجوي وقال له " ألست أنت من وعدت بأنه حتى الماركسيين سيشاركون في السلطة".. بعد ذاك اللقاء وتلك المواجهة تكشفت الأقنعة وبدأت عمليات القتل والترويع في الشوارع والسجون وتوجيهات الإعدام بتهمة الحِرابة.. تهمة الحِرابة التي لا تنطبق على المعارضين السياسيين وإنما تنطبق على اللصوص البرابرة ممن يروعون الآمنين وينهبون أموالهم حتى لو كانوا برداء الدين أمثال المدعين بالدين في إيران والعراق ولبنان و...، ولولا تستر النظام العالمي عليهم ودعمه إياهم لما استمروا في السلطة حتى اليوم.. وقد جاء احتلال وهدم العراق تمكينا لهم ولهيمنتهم في المنطقة، وتبرير ذلك بمختلف العناوين والمبررات، وهذه هي النتائج التي نراها اليوم في إيران والمنطقة" قتل وإفراط في حالات الإعدام التعسفية وفقر وفساد وإفساد في إيران، وقتل وتشريد ونهب وسلب وإفساد وإرهاب في الشرق الأوسط.. وتآمر على القضية الفلسطينية وعموم العرب.
تعيش الشعوب بسلوكياتها على فطرتها وموروثاتها التاريخية والعقائدية، وبالتالي فإن كافة الشعوب ليست مسؤولة عما تفعله حكوماتها وأنظمتها وما تتبعه هذه الأنظمة، ونخض بالذكر هنا شعوب الدول الاستعمارية التي تبرأت ومؤسساتها الإنسانية الرصينة من أفعال حكوماتها الإستعمارية وكان لها ومؤسساتها تلك جميل الأثر في التعامل مع القضايا الإنسانية العالمية؛ لكن الأنظمة المؤدلجة والنظام العالمي شركاء في جرائم نظام الملالي الإيراني سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.. وعلى من يحيي اليوم العالمي لمناهضة الإعدام أن يكف عن دعم ملالي إيران والتستر على جرائمهم.
