اليوم 684 من حرب الإبادة..

مجازر وتجويع وحصار.. عشرات الشهداء والجرحى وإسرائيل "تطالب بالإفراج عن جميع الرهائن"

تابعنا على:   00:00 2025-08-20

أمد/ غزة: يواصل الجيش الإسرائيلي حربه المفتوحة على قطاع غزة لليوم الـ684 على التوالي، وسط مشاهد كارثية من التجويع الممنهج، والدمار الواسع، والمجازر بحق المدنيين، خاصة أولئك الذين يحاولون الوصول إلى مراكز توزيع المساعدات الإنسانية، التي تعرف بـ"المساعدات الأميركية"، لسد رمق أطفالهم في ظل الانهيار الكامل للمنظومة الإنسانية.

وترافق هذه الهجمات حصار خانق وإغلاق كامل للمعابر، مع منع دخول المساعدات الإنسانية، ما أدى إلى تفشي المجاعة على نطاق واسع وظهور أمراض مرتبطة بسوء التغذية، خاصة بين الأطفال والنساء.

في اليوم الـ156 من استئناف الحرب الإسرائيلية على غزة، بعد خرق اتفاق وقف إطلاق النار، ركز سلاح الجو الإسرائيلي ضرباته على مناطق قريبة من مراكز توزيع المساعدات، مستهدفا بشكل مباشر تجمعات مدنية.

استشهد وأصيب العديد من المجوّعين ومنتظري المساعدات نتيجة استهدافهم بنيران الاحتلال في شمال وجنوب قطاع غزة، في وقت يدعي الاحتلال عمله من أجل توفير "ممرات آمنة" وإتاحة الوصول إلى حمولات المساعدات التي يتم إسقاطها من الجو على القطاع.

وتتزامن هذه الجرائم مع سياسة ممنهجة لتجويع السكان ومنع دخول المساعدات، ما تسبب بوفاة عشرات المدنيين، معظمهم أطفال، جراء سوء التغذية ونقص الخدمات الطبية.

ورغم تصاعد الانتقادات والاتهامات الدولية لإسرائيل بارتكاب "جرائم إبادة جماعية" واتباع "سياسة تجويع ممنهجة"، صادق الكابينيت على مخطط رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بالمضي قدمًا نحو "احتلال كامل لقطاع غزة".

ميدانيًا، شددت القوات الإسرائيلية هجماتها على حي الصبرة جنوب غزة، حيث تقدمت الدبابات إلى محيط مدرسة الحي وشارع 8، فيما قصفت المدفعية الأطراف الشرقية لمخيم جباليا وحي التفاح. كما كثّفت طائرات "الكواد كابتر" هجماتها بإطلاق النار على المدنيين في شارع الثلاثيني ومنطقة المغربي بالصبرة، بالتزامن مع قصف مدفعي متواصل على الزيتون والصبرة منذ مساء الإثنين وحتى صباح الثلاثاء.

سياسيًا، أبلغت حركة حماس الوسطاء في قطر ومصر موافقتها على مقترح لوقف إطلاق النار، في حين صعّد وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير من هجومه على رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، واعتبر أن وقف الحرب سيكون "خيانة للأجيال وتفريطًا بفرصة تاريخية"، ما يعكس عمق الانقسام داخل الائتلاف الحاكم في تل أبيب بشأن مستقبل المعركة في غزة.

ارتفاع حصيلة الضحايا

أعلنت مصادر طبية، مساء يوم الثلاثاء، ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 62,064، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

وأضافت المصادر ذاتها، أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 156,573، منذ بدء العدوان، في حين لا يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.

وأشارت إلى أنه وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 60 شهيدا (من بينهم شهيدان جرى انتشال جثمانيهما)، و343 مصابا خلال الساعات الـ24 الماضية، فيما بلغت حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 آذار/ مارس الماضي بعد خرق الاحتلال اتفاق وقف إطلاق النار 10,518 شهيدا، و44,532 مصابا.

وأوضحت أن حصيلة من وصل إلى المستشفيات من شهداء المساعدات خلال الساعات الـ24 الماضية 31 شهيدا، والإصابات 197، ليرتفع إجمالي شهداء لقمة العيش ممن وصلوا إلى المستشفيات إلى 1,996، والإصابات إلى 14,898.

وسجلت مستشفيات قطاع غزة، خلال الساعات الـ24 الماضية، 3 حالات وفاة، نتيجة المجاعة وسوء التغذية، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 266، من ضمنها 112 طفلًا.

مجازر متواصلة.. شهداء وجرحى

 أعلنت مصادر طبية، استشهاد 51 مواطنا بنيران وغارات الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة على قطاع غزة منذ فجر يوم الثلاثاء.

وفي شمال القطاع، أفادت مصادر محلية باستشهاد خمسة مواطنين من عائلة أبو وردة جراء قصف من مدفعية الاحتلال استهدف شارع أبو وردة في جباليا النزلة.

وفي وسط القطاع، استشهد مواطنان وأصيب آخرون في غارة للاحتلال استهدفت منزلا بمنطقة المشاعلة في مدينة دير البلح. وفي وقت سابق، استشهد خمسة مواطنين وأصيب آخرون، في قصف للاحتلال استهدف شارع البركة بالمدينة. كما استشهد خمسة مواطنين بينهم ثلاثة أطفال في قصف الاحتلال خيمة في منطقة البصة.

وفي محيط مفترق الشهداء، استشهد مواطن وأصيب آخرون بنيران الاحتلال من منتظري المساعدات.

كما استشهد أربعة مواطنين بينهم أم وطفلاها في قصف للاحتلال استهدف خيمة تؤوي نازحين في منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس، جنوب القطاع.

واستشهد مواطنان وأُصيب 10 آخرون في قصف للاحتلال على محيط الكلية التطبيقية في منطقة المواصي بخان يونس.

تزامن ذلك مع عمليات نسف نفذها جيش الاحتلال لمنازل ومنشآت في وسط خان يونس وقصف مدفعي مكثف على عدة أنحاء بالمدينة.

كما استشهد مواطنان وأُصيب آخرون في مدينة رفح، الأول في غارة للاحتلال على خيمة تؤوي نازحين مقابل مسجد معاوية في منطقة المواصي، والثاني بنيران الاحتلال أثناء انتظاره المساعدات شمال غرب المدينة. 

أفادت مصادر صحفية في قطاع غزة بانتشال جثمان طفل مجهول الهوية، بعد أن استشهد برصاص قوات الاحتلال في محيط توزيع المساعدات، على شارع بحر غرب مدينة بيت لاهيا شمالي القطاع.

 استشهد اللاعب السابق في المنتخب الوطني لكرة السلة، وأحد أبرز نجوم كرة السلة في قطاع غزة، محمد شعلان (40 عاما)، بعد استهدافه برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي في خان يونس جنوب القطاع.

وذكرت مصادر محلية أن قوات الاحتلال أطلقت الرصاص على شعلان أثناء محاولته الوصول إلى المساعدات الإنسانية في خان يونس لإطعام أطفاله، ما أدى إلى استشهاده، مشيرةً إلى أنه أضطر للبحث عن الغذاء والدواء لطفلته المريضة مريم، التي تعاني من فشل كلوي وتسمم حاد في الدم، وسط مناشداته المستمرة لإنقاذها وتوفير العلاج لها.

ولعب شعلان مع عددٍ من فرق كرة السلة المحلية، أبرزها خدمات البريج، وخدمات المغازي، وخدمات خان يونس، وخدمات الشاطئ، وغزة الرياضي، وجمعية الشبان المسيحية، وخدمات جباليا. كما لعب في المنتخب الوطني لكرة السلة.

وارتفع عدد شهداء الحركة الرياضية في فلسطين إلى نحو 670 شهيدا، إلى جانب تدمير قوات الاحتلال 288 منشأة رياضية وكشفية في قطاع غزّة والضفة الغربية.

استشهد وأصيب عدد من المواطنين، صباح يوم الثلاثاء، في قصف طائرات الاحتلال الحربية أنحاء متفرقة في قطاع غزة.

وأفادت مصادر طبية، باستشهاد عدد من المواطنين، وإصابة آخرين، جراء قصف الاحتلال منطقة أبو شريعة بحي الصبرة بمدينة غزة.

وأشارت إلى استشهاد 8 مواطنين في قصف قوات الاحتلال خيام النازحين بمنطقة مواصي مدينة خان يونس جنوبا.

واستشهد مواطنان، وأصيب آخرون، جراء استهداف الاحتلال منتظري المساعدات قرب محور نتساريم وسط القطاع.

استشهد 18 مواطنًا على الأقل، بينهم أطفال ونساء، وأصيب العشرات، فجر يوم الثلاثاء، جراء قصف طائرات ومدفعية الاحتلال الإسرائيلي لمواقع وأحياء مختلفة في قطاع غزة.

ففي محيط الكلية الجامعية غربي خان يونس، استشهد مواطنان، أحدهما طفلة، إثر استهداف خيمة للنازحين.

وفي وقت لاحق أفادت مصادر طبية بالمستشفى بوصول 4 شهداء ومصابين إلى المستشفى جراء قصف الاحتلال خيمة تؤوي نازحين قرب "فش فرش" في منطقة المواصي غرب المدينة، والشهداء هم: الطفل يوسف محمد عيد، وشقيقه الطفل سيف محمد عيد، ووالدتهما نور ماجد سالم المشوخي، وسعيد طه العايدي.

وفي مدينة دير البلح وسط القطاع، أعلن مستشفى شهداء الأقصى عن وصول خمسة شهداء وعدد من المصابين جراء قصف استهدف خيمة تؤوي نازحين في منطقة البصة، وهم: الطفلة دانا أحمد محمد الحج (13 عامًا)، والطفلة رغد محمد مسمح (12 عامًا)، ومحمد أحمد صالح مسمح (36 عامًا)، وصافيناز محمود مسمح (34 عامًا)، والطفل فوزي محمد أحمد مسمح (عام واحد).

كما أفاد المستشفى ذاته بوصول خمسة شهداء آخرين، جراء استهداف الاحتلال مجموعات من المواطنين قرب موقع “كيسوفيم” جنوب شرق دير البلح، وهم: عبد الله أبو عمرة، علي أحمد السعايدة، أنس عبد الكريم بشير، أدهم أبو ريا، وحسن محمد حربق.

وفي السياق، أعلن مستشفى الشفاء غرب مدينة غزة عن وصول شهيدين و53 إصابة، عقب قصف قوات الاحتلال حشودًا من المواطنين كانوا بانتظار المساعدات الغذائية في منطقة “زيكيم” شمال غرب بيت لاهيا شمال القطاع.

كما استشهد، قبيل منتصف الليلة الماضية، أربعة مواطنين بينهم صحفي، وأصيب آخرون، جراء قصف استهدف حي الصبرة جنوب مدينة غزة، ومناطق أخرى في دير البلح.

أعلنت مصادر طبية في قطاع غزة، يوم الثلاثاء، وفاة 3 مواطنين، نتيجة المجاعة وسوء التغذية، سجّلتها مستشفيات قطاع غزة، خلال الساعات الـ24 الماضية.

وأفادت المصادر الطبية، بأن العدد الإجمالي لضحايا المجاعة وسوء التغذية ارتفع إلى 266 شهيدا، من بينهم 112 طفلا.

يشار إلى أن الأزمة الإنسانية في قطاع غزة مستمرة في التفاقم، في ظل الحصار ونقص الإمدادات الغذائية والطبية، إذ تتداخل المجاعة القاسية مع حرب إبادة جماعية تشنها إسرائيل، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.

وتغلق سلطات الاحتلال منذ 2 آذار/ مارس 2025 جميع المعابر مع القطاع، وتمنع دخول معظم المساعدات الغذائية والطبية، ما تسبب في تفشي المجاعة داخل القطاع.

وكانت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا)، قد حذرت من أن سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة قد تضاعف بين آذار/مارس وحزيران/يونيو، نتيجة لاستمرار الحصار.

وأكدت منظمة الصحة العالمية أن معدلات سوء التغذية في غزة وصلت إلى مستويات مثيرة للقلق، وأن الحصار المتعمد وتأخير المساعدات تسببا في فقدان أرواح كثيرة، وأن ما يقارب واحدا من كل خمسة أطفال دون سن الخامسة في مدينة غزة يعاني سوء تغذية حادا.

 قال ستيفان دوجاريك، متحدث الأمين العام للأمم المتحدة، إن "عددا كبيرا" من العاملين بمجال الإغاثة الإنسانية قُتلوا في قطاع غزة.

وذكر دوجاريك خلال المؤتمر الصحفي اليومي في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، الثلاثاء، أن اليوم يوافق اليوم العالمي للعمل الإنساني الذي يحييه العالم في 19 آب/ أغسطس من كل عام.

ولفت المتحدث الأممي إلى مقتل العديد من العاملين بمجال الإغاثة الإنسانية في قطاع غزة الذي يتعرض لإبادة جماعية ترتكبها إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، بحق الفلسطينيين منذ أكثر من 22 شهرا.

وأوضح أن ما لا يقل عن 390 عاملا في مجال الإغاثة الإنسانية فقدوا أرواحهم أثناء تأدية واجبهم في جميع أنحاء العالم عام 2024، بينهم 181 قُتلوا في غزة.

وأضاف: "لا يمكن للعالم أن يتغاضى عن هذا في وقت أصبحت فيه الاعتداءات على عمال الإغاثة والأشخاص الذين يحاولون تقديم المساعدة أمرا روتينيا".

وشدد على أن عمال الإغاثة في غزة يخاطرون بأنفسهم بشجاعة من أجل بقاء الآخرين، كما يكافحون من أجل إطعام أنفسهم وأسرهم.

مفاوضات وقف إطلاق النار

 أصدر مكتب رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بياناً يؤكد فيه أن سياسة إسرائيل "ثابتة ولم تتغير" بخصوص مقترح وقف إطلاق النار في غزة.

ونقلت وكالة رويترز عن المكتب قوله إن إسرائيل "تطالب بالإفراج عن جميع الرهائن" البالغ عددهم خمسين، وفقاً للمبادئ التي حددها "الكابينت" لإنهاء الحرب.

وأكد البيان أن إسرائيل "في مرحلة الحسم النهائي ضد حماس، ولن تترك أي رهينة خلفها".

أعلن البيت الأبيض أنه "يواصل مناقشة مقترح وقف إطلاق النار الذي قبلته حماس".

وفي إشارة إلى منشور للرئيس دونالد ترامب على منصة "تروث سوشيال"، أضاف البيت الأبيض: "ليس صدفة أن حماس قبلت مقترح وقف إطلاق النار بعد منشور الرئيس ترامب القوي".

وصف المتحدث باسم الخارجية القطرية، الدكتور ماجد الأنصاري يوم الثلاثاء، المقترح الأخير المقدم بشأن قطاع غزة بأنه "أفضل المتاح"، لافتًا إلى أنه يتضمن مسارًا لوقف دائم لإطلاق النار.، و"ما وافقت عليه حماس بالأمس يتطابق بنسبة 98% مع مقترح ويتكوف، ولا توجد ضمانات حقيقية على الأرض عدا التزام الطرفين بتطبيق الاتفاق".

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، إن "الوسطاء تسلموا من حماس "ردا إيجابيا جدا" على المقترح الأخير" وهو يمثل صورة "شبه متطابقة" لما وافقت عليه إسرائيل، ولا نزال ننتظر الرد الإسرائيلي.

وأضاف، يتضمن المقترح مسارا للوصول إلى اتفاق شامل لإنهاء الحرب، ونواجه لحظة إنسانية فارقة، وإن لم نصل إلى اتفاق الآن فستقع كارثة تفوق كل ما سبقها.

وأشار إلى أنه، لا يوجد ضمانات حقيقية على الأرض لعدم استئناف الحرب في غزة، سوى التزام الطرفين بتطبيق الاتفاق

وأكد إن وزير الخارجية القطري على اتصال مع ويتكوف، واللغة الموجودة على الطاولة هي التي اقترحها ويتكوف، وهناك انخراط أمريكي يومي ونتمنى أن يكون التوجه إيجابي.

اخر الأخبار