
وسنرد بشكل ساحق على أي تهديد..
بوتين عن خطة ترامب بشأن الشرق الأوسط: قد يكون هناك ضوء في نهاية النفق

أمد/ سوتشي: ألقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مساء يوم الخميس، كلمة مهمة خلال الجلسة العامة الثانية والعشرين لمنتدى "فالداي" الدولي للحوار الذي يُعقد في مدينة سوتشي، مستعرضًا رؤيته للوضع العالمي وتطوراته المتسارعة ومؤكدًا على مكانة روسيا ودورها.
حول النظام العالمي وهيمنة الغرب
أكد بوتين أن "كل شيء في الزمن الحالي أصبح يتغير بسرعة كبيرة"، مشيرًا إلى أن "انهيار الهيمنة مسألة وقت لا أكثر". وشدد على أن "لا توجد ولن توجد قوة قادرة على السيطرة على العالم"، وأن العالم اليوم يواجه العديد من المخاطر و**"وقت الإملاءات انتهى"**.
واعتبر الرئيس الروسي أن التعددية القطبية هي "نتيجة مباشرة لمحاولات الغرب الحفاظ على هيمنته العالمية"، موضحًا أن جميع محاولات إملاء ما يجب على الدول الأخرى فعله "باءت بالفشل". كما لفت إلى أن الغرب لم يُظهر استعداده للتخلي عن الصور النمطية رغم استعداد روسيا للعمل المشترك.
العقوبات ومكانة روسيا
وفي سياق متصل، أشار بوتين إلى أن روسيا تحقق "رقمًا قياسيًا من حيث عدد العقوبات المفروضة ضدها، لكن كل هذه الجهود باءت بالفشل". وأكد بثقة أن "لا وجود لتوازن عالمي دون روسيا"، وأن بلاده "أظهرت فعالية في مقاومة التحديات غير المسبوقة"، و**"لن تظهر روسيا روح الضعف والتردد أبداً"**.
تحذيرات من التصعيد
وجه الرئيس الروسي تحذيرات واضحة للدول الأوروبية، مشيرًا إلى أن "الأسطورة التي يرددها السياسيون الأوروبيون حول احتمال نشوب حرب مع روسيا هي هراء". كما حذر الدول الأوروبية من "ألا تستفز روسيا لأن النتائج لن تكون جيدة بالنسبة لهم"، مضيفًا: "لا داعي لاستفزاز روسيا أبداً كل مرة حدث فيها شيء مماثل، انتهى الأمر بشكل سيئ بالنسبة للمحرض".
وأكد بوتين أن بلاده "سترد بشكل ساحق على أي تهديدات لبلدنا"، مؤكداً "لا يمكن هزيمة روسيا استراتيجياً". وأعرب عن أمله بأن تصل حتمية فشل خطة إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا "إلى أشد العناد بلادة".
الشأن الأوكراني والشرق الأوسط
وفيما يتعلق بالصراع في أوكرانيا، قال بوتين إنه يتفق مع نظرية أنه "لو كان ترامب في السلطة، لكان من الممكن تجنب الصراع في أوكرانيا". واتهم الغرب بأنه "لا يشعر بالأسف على الشعب الأوكراني، فهو شعب قابل للتضحية به".
وبخصوص التطورات في الشرق الأوسط، صرح بوتين بأن "الوضع متدهور والغرب لم يستطع تقديم حل للصراع الفلسطيني الإسرائيلي".
وتابع: "لا يمكن حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وفق الوصفة الغربية، والأمم المتحدة لديها مشاكل كثيرة، ولكن لا يوجد شيء أفضل من الأمم المتحدة".
الرئيس الروسي يؤكد على ضرورة إصلاح الأمم المتحدة ويشيد بالتعددية القطبية
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على الضرورة الملحة لإصلاح منظمة الأمم المتحدة، مشيراً إلى أن المنظمة تمتلك "إمكانات كبيرة" لكن التحدي يكمن في كيفية استخدام الدول الأعضاء لهذه الإمكانات.
وفي تصريحات تناولت الوضع الدولي والنزاع في أوكرانيا، شدد بوتين على أن مفهوم التعددية القطبية يمثل عودة إلى الدبلوماسية الكلاسيكية كآلية رئيسية لحل النزاعات. وأوضح أنه يرى أن النزاع في أوكرانيا يُستغل من قبل دول أخرى كـ"وسيلة لتوسيع نطاق سيطرتها وكسب المال".
واعتبر بوتين أن المشاكل الثنائية القائمة حالياً بين روسيا وأوكرانيا هي "نتيجة موضوعية لانهيار الاتحاد السوفيتي". كما أشار إلى أنه لو تم حل الصراع في أوكرانيا بالاستناد إلى مبادئ العالم المتعدد الأقطاب، لكان القرار الجماعي المتخذ في هذا الشأن "أكثر توازناً".
وفي سياق رؤيته العالمية، أكد الرئيس الروسي على حاجة العالم إلى "دعم مشترك"، مشدداً على أن هذه القيمة هي جزء من "القيم الوطنية التي خلقتها الحضارة على مر القرون". وتطرق إلى تفكك الاتحاد السوفيتي، قائلاً إنه كان مرتبطاً بـ"رغبة القيادة الروسية في تجنب المواجهة الأيديولوجية".
على صعيد العلاقات الثنائية، أشار بوتين إلى وجود "نتائج إيجابية" للتواصل بين روسيا والإدارة الأمريكية الحالية، على الرغم من وجود "نقاط خلافية كثيرة"، مؤكداً أن البلدين يعملان على التوصل إلى "حلول وسط".
في سياق تحليله للعلاقات الدولية وتطورات المشهد العسكري، وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين انتقادات لاذعة للقيادات الأوروبية، مشيراً إلى أن "النخب الحاكمة في أوروبا تثير الهستيريا وتقول إن الحرب مع روسيا قريبة". وأكد بوتين أن موسكو "تتابع عن كثب" التصريحات المتعلقة بـ "جيش ألمانيا القوي".
وبالحديث عن الإدارة الأمريكية الحالية، أشار بوتين إلى أنها "مهتمة في المقام الأول بمصالحها الوطنية"، مؤكداً أن لروسيا "الحق في ذلك أيضاً".
بناء تكتلات جديدة وتعزيز النفوذ
وفي إطار سعي روسيا لتغيير الهيكلية الدولية، صرح بوتين بأن بلاده تعمل على "إنشاء منظمات بديلة" لبحث القضايا العالمية، على أساس "الاحترام المتبادل والحوار". ولفت إلى أن نفوذ منظمتي شنغهاي للتعاون وبريكس في العالم آخذ في التزايد. ووصف دول مجموعة بريكس بأنها "شركاء طبيعيون" جمعتهم المصالح المشتركة في منظمة واحدة.
وأكد بوتين أن روسيا "خلال كل التقلبات أثبتت أنها كانت ولا تزال وستظل دائماً" قوية وموجودة.
تحديث القدرات العسكرية
وفيما يتعلق بالتطورات العسكرية، شدد الرئيس الروسي على أن بلاده تعمل على "تطوير منظومات الاستطلاع والحرب الإلكترونية"، مشيراً إلى "تغيرات متسارعة في هذا المجال".
كما لفت إلى أن تطوير الأنظمة غير المأهولة (المسيرة) يجلب "تغييرات كبيرة في المجال العسكري". وشرح أن دور الدبابات في ساحة المعركة قد تغير، حيث "لا تستخدم الآن لتحقيق اختراقات كما حدث أثناء الحرب الوطنية العظمى، بل لدعم المشاة".
واختتم بوتين حديثه بتأكيد اعتزازه بالقوات الروسية، قائلاً: "شجاعة وبسالة وبطولة الجندي الروسي لا تتغير ونحن فخورون بذلك".