
اليوم 695 من الإبادة الجماعية..
مجازر وتجويع وحصار.. أكثر من 70 شهيدا السبت ومقتل جندي إسرائيلي وإصابة آخرين

أمد/ غزة: يواصل الجيش الإسرائيلي حربه المفتوحة على قطاع غزة لليوم الـ695 على التوالي، وسط مشاهد كارثية من التجويع الممنهج، والدمار الواسع، والمجازر بحق المدنيين، خاصة أولئك الذين يحاولون الوصول إلى مراكز توزيع المساعدات الإنسانية، التي تعرف بـ"المساعدات الأميركية"، لسد رمق أطفالهم في ظل الانهيار الكامل للمنظومة الإنسانية.
وترافق هذه الهجمات حصار خانق وإغلاق كامل للمعابر، مع منع دخول المساعدات الإنسانية، ما أدى إلى تفشي المجاعة على نطاق واسع وظهور أمراض مرتبطة بسوء التغذية، خاصة بين الأطفال والنساء.
في اليوم الـ167 من استئناف الحرب الإسرائيلية على غزة، بعد خرق اتفاق وقف إطلاق النار، ركز سلاح الجو الإسرائيلي ضرباته على مناطق قريبة من مراكز توزيع المساعدات، مستهدفا بشكل مباشر تجمعات مدنية.
استشهد وأصيب العديد من المجوّعين ومنتظري المساعدات نتيجة استهدافهم بنيران الاحتلال في شمال وجنوب قطاع غزة، في وقت يدعي الاحتلال عمله من أجل توفير "ممرات آمنة" وإتاحة الوصول إلى حمولات المساعدات التي يتم إسقاطها من الجو على القطاع.
وتتزامن هذه الجرائم مع سياسة ممنهجة لتجويع السكان ومنع دخول المساعدات، ما تسبب بوفاة عشرات المدنيين، معظمهم أطفال، جراء سوء التغذية ونقص الخدمات الطبية.
ورغم تصاعد الانتقادات والاتهامات الدولية لإسرائيل بارتكاب "جرائم إبادة جماعية" واتباع "سياسة تجويع ممنهجة"، صادق الكابينيت على مخطط رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بالمضي قدمًا نحو "احتلال كامل لقطاع غزة".
وأعلنت الأمم المتحدة، رسميا، المجاعة في غزة، في أول إعلان من نوعه في الشرق الأوسط، وقال خبراؤها إن 500 ألف شخص يواجهون جوعا "كارثيا". وبعد أشهر من التحذيرات بشأن الوضع الإنساني واستشراء الجوع في القطاع الفلسطيني، أكّد التصنيف المرحلي للأمن الغذائي ومقره في روما، اليوم، أن محافظة غزة التي تغطي نحو 20% من قطاع غزة، تشهد مجاعة.
استشهد أكثر من 70 شخصا بينهم أكثر من 20 من منتظري المساعدات بنيران الاحتلال السبت، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل جندي في معارك جنوبي القطاع وإصابة اثنين آخرين بجروح بانفجار قنبلة في خانيونس؛ لترتفع حصيلة قتلاه من الجنود والضباط منذ بدء الحرب على غزة إلى 900.
واستهدفت غارة إسرائيلية بناية سكنية في حي الرمال غربي مدينة غزة مساء السبت، ما أسفر عن عدد من الشهداء والجرحى، وأفادت تقارير عبرية بأن المستهدف هو الناطق العسكري باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، فيما قال الجيش الإسرائيلي إنه هاجم عنصرا "مركزيا" في حماس.
واستشهد 10 أشخاص بينهم 3 أطفال بسبب التجويع وسوء التغذية في آخر 24 ساعة، لترتفع حصيلة ضحايا سياسة التجويع الإسرائيلية الممنهجة بحق أهالي غزة إلى 332 شهيدا بينهم 124 طفلا.
كما اعترف الجيش الإسرائيلي في وقت سابق السبت بإصابة 7 جنود، الليلة الماضية، في غزة، ووصف إصابة أحدهم بأنها "متوسطة". وبحسب ما نقلت تقارير إسرائيلية عن الجيش، فإن "الإصابات وقعت إثر انفجار عبوة ناسفة في ناقلة جند مدرعة" في حي الزيتون بمدينة غزة شمالي قطاع غزة.
ارتفاع حصيلة الضحايا
أعلنت مصادر طبية، يوم السبت، ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 63,371، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وأضافت المصادر الطبية أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 159,835، منذ بدء العدوان، في حين لا يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.
وأشارت إلى أنه وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 66 شهيدا (4 منهم انتشال)، و345 مصابا خلال الساعات الـ24 الماضية، فيما بلغت حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 آذار/ مارس الماضي بعد خرق الاحتلال اتفاق وقف إطلاق النار 11,240 شهيدا، و47,794 مصابا.
وأوضحت أن حصيلة من وصل إلى المستشفيات من شهداء المساعدات خلال الساعات الـ24 الماضية 15 شهيدا، والإصابات 206، ليرتفع إجمالي شهداء لقمة العيش ممن وصلوا إلى المستشفيات إلى 2,218، والإصابات إلى 16,434.
وسجلت مستشفيات قطاع غزة، خلال الساعات الـ24 الماضية، 10 حالات وفاة جديدة نتيجة المجاعة وسوء التغذية، بينها 3 أطفال، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 332 حالة وفاة، من ضمنها 124 طفلا.
مجازر متواصلة.. شهداء وجرحى
استشهد 76 مواطنا وأصيب آخرون، بنيران وغارات الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة على قطاع غزة، منذ فجر يوم السبت، فيما نفذ جيش الاحتلال عمليات نسف ضخمة في عدة أحياء أبرزها الزيتون والشيخ رضوان في مدينة غزة.
وأفادت مصادر طبية أن 38 شهيدا نقلوا إلى مستشفى الشفاء، وشهيدين إلى عيادة الشيخ رضوان، و7 شهداء إلى مستشفى الأهلي العربي "المعمداني" في مدينة غزة، و9 شهداء إلى مستشفى العودة، و5 شهداء إلى مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح وسط القطاع، و15 شهيدا إلى مستشفى ناصر في خان يونس جنوب القطاع.
وفي أحدث مجازر الاحتلال، استشهد 4 مواطنين وأصيب آخرون بنيران الاحتلال، أثناء انتظارهم للمساعدات في منطقة السودانية شمال القطاع، وجرى نقلهم إلى مستشفى الشفاء.
كما استشهد 4 مواطنين وأصيب آخرون في قصف الاحتلال مقهى في الشاطئ الشمالي غرب مدينة غزة. واستشهد مواطن بقصف من طائرات الاحتلال استهدف شقة في حي التفاح شمال شرق المدينة.
وفي وقت سابق، استشهد 12 مواطنا بينهم 6 أطفال في غارتين للاحتلال على خيمة ومخبز شعبي غرب مدينة غزة. كما استشهد 7 مواطنين وأصيب آخرون في غارة للاحتلال على بناية سكنية بحي الرمال غرب المدينة أيضا.
وأصيب عدد من المواطنين جراء إلقاء طائرات الاحتلال المسيّرة قنابل على حيي الصبرة والزيتون جنوب المدينة.
واستشهد مواطنان بقصف للاحتلال استهدف تجمعا للمواطنين بجوار مدرسة حليمة السعدية التي تؤوي نازحين في جباليا النزلة شمال القطاع.
واستشهدت مواطنة وطفلها وأصيب اثنان آخران في قصف للاحتلال استهدف شقة سكنية لعائلة داود في حي الكرامة. واستشهد مواطن في غارة استهدفت شقة في برج الشوا وحصري بشارع الوحدة في مدينة غزة.
وارتكب الاحتلال مجزرة مروعة أسفرت عن استشهاد 12 مواطنا بينهم نساء وأطفال في قصف استهدف حي النصر المكتظ بالنازحين غرب مدينة غزة.
وخلال الأيام الماضية نزحت أعداد كبيرة من المواطنين من شمال شرق مدينة غزة إلى مناطقها الغربية تحت وطأة نيران الاحتلال.
كما استشهدت مواطنة في قصف من مدفعية الاحتلال على منطقة الزرقاء بحي التفاح شمال شرق مدينة غزة.
واستشهد 4 مواطنين في غارة للاحتلال استهدفت تجمعا للمواطنين في حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، ومواطن في قصف استهدف تجمعا بحي الصبرة جنوب غرب المدينة. فيما استشهدت طفلة بقصف استهدف مجموعة مواطنين أمام إحدى الصيدليات في شارع اليرموك بالمدينة.
وفي وسط القطاع، استشهد مواطن وأصيب آخرون في قصف للاحتلال استهدف مدخل مدينة دير البلح على شارع صلاح الدين. كما استشهد 5 مواطنين من منتظري المساعدات بنيران الاحتلال عند مفترق الشهداء.
واستشهد مواطن وأصيب آخرون في قصف للاحتلال استهدف تجمعا لمواطنين في مخيم البريج.
وفي جنوب القطاع، استشهدت مواطنة في قصف للاحتلال غرب مدينة خان يونس، فيما استشهد 5 مواطنين بنيران الاحتلال قرب مراكز توزيع مساعدات في مدينتي رفح وخان يونس.
ونفذ جيش الاحتلال عمليات نسف في أنحاء وسط وشمال خان يونس، كما أطلقت بوارج الاحتلال الحربية قذائفها تجاه شواطئ المدينة.
أعلنت مصادر طبية، يوم السبت، وفاة 10مواطنين بينهم ثلاثة أطفال، نتيجة التجويع وسوء التغذية، سجّلتها مستشفيات قطاع غزة، خلال الساعات الـ24 الماضية.
وأفادت المصادر ذاتها، بأن العدد الإجمالي لضحايا التجويع وسوء التغذية ارتفع إلى 332 شهيدا، من بينهم 124 طفلا.
وأوضحت أنه منذ إعلان تصنيف المجاعة في قطاع غزة من قبل (IPC) في 22 آب/ أغسطس الجاري، سُجّلت 54 حالة وفاة، بينهم 9 أطفال نتيجة التجويع.
أكد تصنيف دولي لانعدام الأمن الغذائي، تشارك فيه الأمم المتحدة، حدوث المجاعة في محافظة غزة وتوقع انتشارها إلى محافظتي دير البلح وخان يونس بنهاية أيلول/ سبتمبر.
وقال التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي إن أكثر من نصف مليون شخص في قطاع غزة يواجهون ظروفا كارثية أي المرحلة الخامسة من التصنيف، ومن خصائصها الجوع الشديد والموت والعوز والمستويات الحرجة للغاية من سوء التغذية الحاد.
وذكر التصنيف أن 1.07 مليون شخص آخر (54% من السكان) يواجهون المرحلة الرابعة وهي مرحلة انعدام الأمن الغذائي الحاد "الطارئ". ويواجه 396 ألفا (20% من السكان) المرحلة الثالثة وهي مرحلة انعدام الأمن الغذائي الحاد "الأزمة".
التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي هو مبادرة عالمية تضم وكالات من الأمم المتحدة وشركاء إقليميين ومنظمات إغاثة، ويُصنف انعدام الأمن الغذائي في خمس مراحل، أشدها المجاعة التي تأتي في المرتبة الخامسة.
وترتكب إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة 63 ألفا و371 شهيدا، و159 ألفا و835 مصابا، معظمهم أطفال ونساء، وأكثر من 9 آلاف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 332 مواطنا بينهم 124 طفلا.
"الأونروا": 660 ألف طفل في غزة خارج المدارس للعام الثالث
قالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، يوم السبت، إن 660 ألف طفل في قطاع غزة خارج مقاعد الدراسة للعام الثالث على التوالي بسبب حرب الإبادة الجماعية المتواصلة منذ 23 شهرا.
وأضافت الأونروا، في بيان، أن "الحرب في غزة هي حرب على الأطفال ويجب أن تتوقف. يجب حماية الأطفال في جميع الأوقات"، مؤكدة حق الأطفال في التعلم.
وتابعت الوكالة الأممية: "في غزة، الأطفال مهددون بأن يصبحوا جيلًا ضائعًا"، داعية إلى ضرورة وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والسماح للأطفال بالعودة إلى مدارسهم وحياتهم.
الصليب الأحمر: إخلاء مدينة غزة بطريقة آمنة "مستحيل"
أكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، اليوم السبت، أن إخلاء مدينة غزة من الفلسطينيين بطريقة آمنة "مستحيل، وسيؤدي إلى نزوح جماعي لا يمكن لأي منطقة في القطاع تحمّله".
وتطرقت اللجنة، في بيان، إلى الوضع الإنساني بمدينة غزة والمخاطر التي تشكلها أوامر الإخلاء الجماعي الإسرائيلية على المدنيين، خاصة مع سعي تل أبيب إلى إخلاء المدينة تمهيدا لاحتلالها.
وقالت اللجنة الدولية: "من المستحيل إخلاء مدينة غزة بطريقة آمنة تحفظ الكرامة في ظل الظروف الحالية"، موضحة أن الإخلاء سيؤدي إلى "نزوح جماعي للسكان (الفلسطينيين) لا يمكن لأي منطقة في قطاع غزة تحمّله، نظرا إلى دمار البنية التحتية المدنية والنقص الحاد في الأغذية والمياه والمأوى والرعاية الطبية"، جراء الإبادة الإسرائيلية.
وأشارت إلى أن "الإخلاء الإسرائيلي يُفرض على المدنيين الفلسطينيين الذين يعانون أصلا من صدمات نفسية جراء شهور من القتال، ويعيشون في حالة من الرعب مما قد يحدث لاحقا".
وفي هذا السياق، أكدت اللجنة أن الفلسطينيين في مدينة غزة "غير قادرين على الامتثال لأوامر الإخلاء لأنهم يتضورون جوعا، أو مرضى، أو جرحى، أو يعانون من إعاقات جسدية".
وشددت على أن "جميع المدنيين محميون بموجب القانون الدولي الإنساني، سواء غادروا المدينة أو بقوا فيها، ويجب أن يُسمح لهم بالعودة إلى ديارهم".